يعتبر قطاع النقل عبر الطرق، خصوصا نقل البضائع، إحدى الدعامات الأساسية التي تساهم بشكل مباشر في حركية البضائع وفي الإنتاج وتنمية المبادلات التجارية على الصعيدين الوطني والدولي.
وحسب موقع وزارة النقل و اللوجستيك فإن بعض الإحصائيات تجسد المكانة المهمة للنقل عبر الطرق ببلادنا حيث يساهم النقل الطرقي للبضائع في 75% من مجموع تنقلات السلع دون احتساب نقل الفوسفاط.
تأثير جائحة كورونا..
تأثر قطاع النقل الطرقي وكغيره من القطاعات بتداعيات جائحة كورونا، حيث تسببت في تغيير معايير المرور بين الحدود البحرية بين إسبانيا والمغرب أو إقفالها مما وقف حال العديد من المهنيين.
في نفس السياق قالت ليلى ببديش التي تملك شركة نقل بضائع في فرنسا،”نعاني نحن مهنيو هذه الحرفة من ضيق الحال، إذ أنه منذ تفشي الوباء في مارس 2020 تغيرت معايير المهنة. ولم نعد نستطيع المرور من ميناء ألميرية الإسباني بالبضائع التي يرسلها الزبائن من المغرب، فيما تمنع الجمارك الإسبانية في ميناء الجزيرة الخضراء مرور المنتجات الغذائية “.
من جانبه أكد السائق المقيم في المغرب ورئيس جمعية الوحدة للنقل الدولي، عبد الحق بصراوي أنه لم يعد يعمل منذ شهور بسبب إقفال الحدود ومنع التنقل بين البلدان، “فقدنا العديد من الزبائن، لم يعد لدينا أي مدخول مادي، كانت هذه هي مهنتنا الأساسية، وحتى دخولنا عبر مدينة سيت الفرنسية لم يعد متاحا منذ شهر يناير.
من جانبه، يعتبر معاذ ومهاجر مغربي مقيم في باريس وأحد زبائن نقل البضائع لحساب الغير، أن السائقين ليسوا المتضررين الوحيدين من منع عملية نقل البضائع.
“لقد كانت أمي تتسلم شهريا أدويتها التي أشتريها بثمن يقل بكثير عن ثمنها بالمغرب، وأرسلها عن طريق سائق أثق فيه، يوصلها في أقل من أسبوع إلى غاية بيت أمي دون أن تبذل أي مجهود” يوضح معاذ
مهنيو النقل الدولي وارتفاع أسعار المحروقات..
لم يسلم قطاع النقل الطرقي من لهيب أسعار المحروقات الذي القى بظلاله على القطاع و دفع المهنيين في المجال الى اعلان اضراب عن العمل يوم 21 من الشهر الجاري احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات.
وأعلنت أزيد من عشر هيئات نقابية ممثلة لقطاع النقل الطرقي عن الإضراب الوطني، وقالت إنه يأتي نظرا للزيادات المتكررة في أسعار المحروقات، والتي بلغت مستويات غير مسبوقة.وأشارت إلى أن المقاولات النقلية غير قادرة على مواصلة نشاطها بشكل عادي، مؤكدة إفلاس العديد منها ومعاناة بعضها الآخر من تراكم الديون.
وكشفت عن تنظيم لقاء على مستوى رؤساء الهيئات التمثيلية الأسبوع المقبل، بهدف وضع الترتيبات الضرورية لتنفيذ قرار الإضراب.وانتقد المهنيون الدعم الذي خصص للتخفيف عليهم من وقع ارتفاع أسعار المحروقات، وشددوا على أنه لا يغطي الزيادة التي عرفتها هذه الأخيرة.
كما أن بعض المهنيين لم يتوصلوا ببعض الدفعات، ومنهم من لم يتوصل بأي دفعة لحد الساعة، وكذلك بعض المشاكل الأخرى التي واكبت عملية التسجيل والتوصل بالدعم
و ليست هذه هي المرة الأولى التي قرر فيها المهنيون خوض اضراب عن العمل ، رغم أن الحكومة خصصت دعما ماليا لمهنيي النقل منذ أشهر من أجل التخفيف من وطأة غلاء أسعار المحروقات، إلا أن المهنيين اعتبروا أن هذا الإجراء غير كاف، وطالبوا الحكومة بضرورة تسقيف “الكازوال.
وكان مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، أرجع عدم انعكاس انخفاض أسعار المحروقات في السوق الدولية على أسعارها في المغرب إلى ارتفاع سعر الدولار.
مشاكل و اكراهات مهنيي النقل الدولي..
بوجمعة كلميم سائق مهني للنقل الدولي يقطع مسافة طويلة تنطق من الدارالبيضاء صوب نواكشط الموريتانية وحسب بوجمعة فإن الرحلة تستغرق أربعة أيام ذهابا و أربعة أيام للإياب أي مسافة 2200 كيلومتر.
و بخصوص المهنيين الذي يتجهون صوب بوركينافاسو أكد بوجمعة أنه على تواصل معهم خصوصا في الفترة التي وقع فيها انقلاب عسكري ولم يتعرضو لأي مكروه لهم و للشاحنات المحملة بالسلع و أصيب ماليون و سينيغاليون وبوركينابين.
وفي حالة كان السائق في حاجة ماسة للتواصل سواء مع الشركة التي يشتغل معها أو مع عائلته فإن السائق يتسلم بطاقة خاصة بالبلد الذي ذهب اليه مباشرة بعد دخوله الحدود ولكل دولة شركات اتصال خاصة بها، يضيف بوجمعة.
و أشار المتحدث إلى أن من بين الإجراءات القانونية الضرورية للسائق المهني هو توفره على جواز السفر و عند دخول الأرض التي يقصدها السائق و يطبع الجواز لافتا إلى أن الإجراءات القانونية تكون ميسرة بالنسبة للسائق المهني عكس المهاجر العادي.
و من بين الإكراهات التي يعاني منها السائق المهني هي غياب المستوصف و سيارة الإسعاف التي تعتبر من الأمور المهمة جدا في حالت ما وقع السائق في موقف يستوجب نقله الى مستوصف للعلاج في المدن المغربية في حين في موريتانيا يوجد عدة مستوصفات و سياراة اسعاف و تبعد عن بعضها ب100 كيلومتر.
و بخصوص مدونة السير قال بوجمعة أنها تحتاج لبعض التعديلات حيث أن بعض البنود التي ستساهم في راحة السائق المهني و ستيسر له عمله النبيل، ومن بين هذه البنود بند ينص على أن يأخذ السائق المهني 12 ساعة من الراحة مضيفا أن المهنة تتطلب سائقين ليتناوبوا على السياقة و بذلك تصل السلع في وقتها الى أصحابها.
وحول الإجراءات التي يجب على السائقين اتخاذها عند توجههم صوب افريقيا،قال بوجمعة أنها هتتجللى في اخذ الدواء الخاص بمرض الملاريا و هذا الامر ضروري تفاديا للإصابة به،وفي حالة صادف شاحنة متوقفة في الطريق عليه أن يتوقف هو الآخر و يتفقد الشاحنة و السائق و الاطمئنان على حاله لأن بعض السائقين يصابون بضربة شمس أو يغمى عليهم لذلك من الواجب على كل سائق أن يتفقد السائقين المتوقفين في الطريق.
المصدر: التحدي24
المصدر : https://translogisinfo.com/?p=13452