ينتقل ظهور السيارات ذاتية القيادة إلى المرحلة التالية بسرعة؛ فبعد قيام شركات مثل «تسلا» و«جي.أم» بوضع هذه التقنية في طرازها، كانت مسألة وقت فقط قبل أن تأخذ شركة «إنيريد» السويدية الناشئة هذه الفكرة وتدفعها أكثر نحو حلبة سباق مختلفة لا تزال في مهدها.
وبينما يطور عمالقة هذه الصناعة، مثل «فولفو» و«بي.أم.دبليو» و«فولكسفاغن»، وشركات ناشئة، مثل «أوتو إكس» الصينية، مركبات ذاتية القيادة وجهت إنيريد جهودها نحو الشاحنات على أساس أن هذا النوع من المركبات مهم تكنولوجيًّا وبيئيّا.
لكن الشركة السويدية ليست الوحيدة التي تعمل في هذا المجال الواعد، ففعليا غامرت «وايمو» الأميركية الناشئة بخوض هذه التجربة، وشرعت خلال العام الماضي في تسيير شاحنات عملاقة توجه نفسها بنفسها على طرق ولاية تكساس.
وكشفت سولو تكنولوجيز (أي.في.تي)، الكيان المتخصص في تصنيع أجهزة السيارات، خلال الصيف الماضي عن نموذجها المثير ذي البطارية الطويلة والكهربائية والمصممة خصيصا للقيادة الذاتية، والتي تم تصميمها بمواصفات أس.دي 1.
وهذا الاتجاه يبدو اليوم مثيرا للاهتمام أكثر من أي وقت مضى، مع وجود خطط لدى العديد من الشركات لابتكار شاحنات ذكية يمكنها أن تساهم في تغيير شكل التنقل تماما.
وجذبت تكنولوجيا القيادة الذاتية للشاحنات الكبيرة اهتمام المستثمرين في السنوات الأخيرة، حيث تعتبر أرخص وأسهل في طرحها من السيارات ذاتية القيادة.
ففي عام 2014 كشفت عملاقة صناعة السيارات الألمانية دايملر عن النموذج الأولي لمستقبل الشاحنات، الذي أطلقت عليه اسم “مرسيدس فيوتشر تراك”، والذي من المتوقع أن يبدأ طرحه في الأسواق بحلول عام 2025.
وتتطلب خدمات الشحن ذاتية القيادة رسم خرائط أقل من التقنيات الأخرى لأنها تعمل على طرق ثابتة بين نقاط محددة مسبقًا، ومعظمها على الطرق السريعة الرئيسية دون التقاطعات أو المشاة.
وستكون إنيريد، التي تأسست في عام 2016، من خلال شاحنتها المميزة حتى من حيث التصميم قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في جعل الأرض مكانا أفضل، وذلك عبر قيامها بتبني الرقمنة والأتمتة والكهرباء في مجال الشحن البري.
وتم تشغيل الجيل الأول من شاحنات إنيريد منذ عام 2019، وقد حققت دقة تسليم بنسبة تقارب مئة في المئة، إلى جانب انخفاض بنسبة 95 في المئة في انبعاثات الكربون للشركات عند التحول من العمليات القائمة على الديزل.
ولدى إينريد خطط للاستفادة من العديد من الشبكات لدعم حركة الشحن الخاصة بها، ومن بينها سانسيت لاندينغ في لوس أنجلس وفريشر واي في جنوب السويد وبوابة الإمبراطورية في نيويورك ونورديك لينك بين السويد والنرويج.
وتستخدم الشركة التي تُسير بالفعل شاحناتها الذكية في دول مثل النرويج، وتسعى إلى نشر أسطول في دولة الإمارات أيضا في غضون سنوات معدودة، البيانات ونظام الذكاء الاصطناعي المسمى “ساغا” لجعل كل هذا يعمل.
ونقلت رويترز عن روبرت فالك الرئيس التنفيذي لشركة إنيريد قوله الأسبوع الماضي إنه “بالنظر إلى العمل الرائد في النرويج في مجال توليد الكهرباء من سيارات الركاب، من المنطقي أن يلعبوا دورا رائدا في كهربة شحن البضائع الثقيلة أيضا”.
وفي الشهر الماضي ذكر فالك أن شركته ستقوم بتطوير شبكة النظام البيئي باستخدام نظام الشبكة الحالي، والذي تم إنشاؤه بالفعل في أبوظبي ودبي والشارقة.
وأكد أن هذه الخطوة في صميم ما تقدمة إينريد وهو التحول إلى الشحن الفعال والمستدام الذي يعمل بالكهرباء، وبالتالي “سنكون قادرين على عرض كيف يمكن للمناطق بأكملها إجراء التبديل بطريقة ذكية وفعالة وبكلفة مناسبة”.
وقد سبقت سنغافورة الجميع حينما بدأت في أكتوبر 2017 بتسيير أول شاحنة ذاتية القيادة في العالم، وهي من تطوير شركة كاتيون ناتي البلجيكية للخدمات اللوجستية.
وجاء ذلك الحدث بعد عام كامل من عمليات التطوير التي شاركت فيها إكسون موبيل وفي.دي.أل الهولندية لتجميع المركبات، إضافة إلى جامعة سنغافورة للإدارة.
واكتسبت شاحنة إنيريد الذكية هذا الزخم بعدما نالت ثقة شركات مثل جي.إي أبليانسيس وميرسك وبيردجيستون وأي.بي آنبيف لتصبح في وقت وجيز أحد رواد استخدام تكنولوجيا الشحن الرقمية والكهربائية والمستقلة.
ويقول المحرر في منصة “توب سبيد” ماترين موراليس إنه بفضل ساغا يمكن للشركة الحصول على تقارير الانبعاثات وإحصاءات الشحن والاطلاع على استخدام الطاقة والأداء في الوقت الفعلي.
وأوضح أن هذا من شأنه أن يمكّن الشركة من خطْو خطوات كبيرة في اتجاه الحد من الانبعاثات، بينما تركز على استخدام مجموعة واسعة من تقنيات الاستشعار الدقيقة بما في ذلك الليدار المتقدم والأقمار الاصطناعية والكاميرات لضمان أعلى مستويات الأمان.
ويُظهر هذا النظام للشركات طريقة للوصول إلى الكهرباء من خلال منحها خطة مصممة خصيصًا لكيفية التحرك نحو مثل هذه العمليات، وكل ذلك بتكاليف منخفضة ومزايا بيئية مضاعفة.
وتعتمد إنيريد من خلال نظامها برجا للمراقبة يعطي لمحة عن الطرق والتخصيصات، ويتم تتبع شبكة كاملة من الشاحنات والشواحن الكهربائية في الوقت الفعلي، حيث يمكن تحديد المشكلات وحلها تلقائيا.

المصدر : https://translogisinfo.com/?p=14199