الشركات تستلهم من الطبيعة تصاميم مركباتها المستقبلية

admin
2022-03-20T01:14:36+01:00
عالم السيارات
admin20 مارس 2022
الشركات تستلهم من الطبيعة تصاميم مركباتها المستقبلية

تشير تحركات مهندسي شركات السيارات في الآونة الأخيرة إلى أنهم يريدون ترك بصماتهم في هذا القطاع لفترة أطول عبر ابتكار هياكل للطرز الصديقة للبيئة مستلهمة من الطبيعة، حيث يعتبرونها بوصلة لنجاح المنتجات المستقبلية وانتشارها في الأسواق العالمية.

برلين- شكلت التحالفات بين عمالقة صناعة السيارات وشركات التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة أرضية مثالية لوضع أسس جديدة لعصر المركبات الكهربائية وآلية القيادة ما فسح المجال لابتكار مقصورات تشبه غرف المعيشة داخل هذه الطرز.

وبدا وكأن المطورين اليوم لديهم أفكار أكثر أهمية وقابلية للتحقق وخاصة في ما يتعلق بالتصميم الخارجي للسيارة الذي يشكل مقياسا مهما يتناسب مع ميول البعض من الناس.

ومع تنامي الترجيحات بأن يشهد العالم انتقالا متسارعا باتجاه الطاقة النظيفة، وهو ما تفعله الشركات بالتخطيط للتخلص من محركات الوقود، ظلت مشكلة المظهر الخارجي تدور في أذهان المسؤولين بشأن كيف يمكن إنتاج أسطول يكون مظهر سياراته غير تقليدي.

vis1 - Translogis Infoكلاوس ميلرفيرلي: هيكل مرسيدس إي.كيو.إكس.إكس يمتاز بمتانة فائقة

ويلاحظ المتخصصون في عالم السيارات أن معظم المصنعين باتوا يعتمدون بشكل كبير على العناصر الطبيعية كمصدر إلهام لتطوير مركباتهم الصديقة للبيئة، أو إبداع تصميمات جديدة بحيث تكون أكثر جاذبية وتفردا.

فمثلا لا يتخيل المرء أن قباب ممتصات الصدمات في سيارة مرسيدس إي.كيو.إكس.إكس الجديدة تشبه حاوية المهملات، حيث يتم الاعتماد على هذه الأجزاء المعدنية عديمة الشكل والهيكل في تدعيم المحور الأمامي لسيارة مرسيدس الكهربائية الجديدة.

ويمسك مدير المشروع كلاوس ميلرفيرلي هذه الأجزاء المصبوبة في يديه وينظر إليها بإعجاب شديد، موضحا أنها تمتاز بوزنها الخفيف بمقدار أربعة كيلوغرامات مقارنة بالمكونات التقليدية، بالإضافة إلى شكلها المسامي وتمتعها بالمتانة والصلابة الفائقة.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى المهندس الألماني قوله “لقد صممنا هذه الأجزاء بناءً على النماذج الطبيعية؛ فبدلا من تطويرها على لوحة الرسم على الكومبيوتر بواسطة نفس البرنامج، الذي يتم به إنشاء الوحوش في ألعاب الكمبيوتر، نمت بأتم معنى الكلمة وأصبحت تبدو مثل الهيكل العظمي”.

وأكد ميلرفيرلي أن الجزء الهيكلي يمتاز بمتانة فائقة في المواضع الحاسمة، ولا يحتاج إلى أية مواد إضافية في أي مكان آخر، وبالتالي فإنه يمتاز بوزن خفيف للغاية.

ويُساير ميلرفيرلي بذلك اتجاها شائعا في عالم السيارات، حيث تسعى الشركات العالمية لتقليص الوزن وزيادة مدى السير قدر الإمكان من خلال استلهام الأفكار الإبداعية من الطبيعة.

ويتضح هذا الاتجاه بشكل خاص في السيارة ميشين آر، التي من خلالها تكشف شركة بورشه عن نظرتها لسيارات السباقات الكهربائية المستقبلية.

وأوضحت الشركة الألمانية أنه بدلا من تصميم إطار، ثم تغطيته بهيكل السيارة، تأتي السيارة ثنائية المقاعد بهيكل ظاهر مصنوع من ألياف الكربون.

◙ الشركات العالمية تسعى لتقليص الوزن وزيادة مدى السير قدر الإمكان من خلال استلهام الأفكار الإبداعية من الطبيعة
◙ الشركات العالمية تسعى لتقليص الوزن وزيادة مدى السير قدر الإمكان من خلال استلهام الأفكار الإبداعية من الطبيعة

وتسمح الفجوات البينية المفتوحة في الهيكل برؤية غير عادية للداخل والخارج على غرار الجمالون، وخاصة في منطقة السقف، وأكد المصمم بيتر فارجا أن هذا الهيكل الخارجي يمتاز بالثبات والمتانة الفائقة كما أنه يبدو بشكل رائع للغاية.

وقد تجلت هذه الفكرة أيضا لدى الشركات الأخرى قبل شركة بورشه حيث قدمت شركة إيدج الألمانية المنصة التقنية جينسيس.

ويعتمد تصميم جسم السيارة على نموذج صدفة السلحفاة المصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى السيارة الرياضية ثنائية المقاعد من تطوير معهد فراونهوفر لهندسة التصنيع والأتمتة بمدينة شتوتغارت.

وعلى الرغم من أن وزن السيارة أقل من 500 كغ، إلا أنها توفر حماية كافية ضد الحوادث، وقد تم تطوير هيكل السيارة اعتمادا على جمجمة زواحف السيموسورس المنقرضة.

وإلى جانب البنية الهيكلية الخفيفة وعوامل الأمان فإن التصميمات المُستلهمة من الطبيعية تعول في المقام الأول على الإيروديناميكية.

وأوضح تيدي فول، المسؤول عن نفق الرياح بشركة دايملر، قائلا “عندما يدور الأمر حول مقاومة التدفق نجد أن عمليات التطوير أنتجت العديد من الأشكال المثيرة”.

ومع ذلك اعترف فول بأن هذه الأفكار الإبداعية سرعان ما تصل إلى حدودها القصوى، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتعارض بين الإيروديناميكية والجوانب الجمالية، ولاسيما عندما استلهمت الشركة الألمانية تصميم سيارتها بيونيك – كار التي تم إنتاجها في العام 2005 من سمكة الصندوق.

معظم المصنعين باتوا يعتمدون بشكل كبير على العناصر الطبيعية كمصدر إلهام لتطوير مركباتهم الصديقة للبيئة، أو إبداع تصميمات جديدة بحيث تكون أكثر جاذبية وتفردا.

وعلى الرغم من أن سمكة الصندوق تمتاز بانسيابية كبيرة وتمتعت السيارة المستوحاة منها بمُعامل سحب بسيط جدا إلا أنها لم تلق رواجا بين الزبائن، ولذلك اختفى التصميم منذ فترة طويلة.

وتوفر الطبيعة النموذج والمثال للعديد من الإنجازات العملية سواء كان ذلك في عالم السيارات أو الطيران أو الأجهزة المنزلية، ويعتبر تأثير زهرة اللوتس الذي يتيح لأوراق النباتات مقاومة الاتساخات قويا جدا.

ومن أشهر الأمثلة على استلهام الطبيعة في تصنيع المنتجات ما أعلنت عنه شركات طلاء السيارات من أن هذه الخاصية ستجعل السيارات لا تحتاج إلى عملية غسل، علاوة على أن الشركات المنتجة للإطارات ستحافظ على نظافة جوانب الإطارات من خلال هذه الخاصية.

ولا تقتصر مصادر الإلهام الطبيعية لمهندسي السيارات على أزهار النباتات فقط، بل قام الباحثون في شركة بي.أم.دبليو الألمانية بفحص جلد القرش.

واكتشفوا خلال تجاربهم أن المقطع الخاص لهذا النوع من الجلد يقلل مقاومة الاحتكاك بنسبة 3 في المئة، فإذا تم نقل هذا المقطع إلى رقاقة ولصقها على الألواح فإنها قد تؤدي إلى خفض الاستهلاك أيضا.

غير أن الشركة الألمانية لم تتابع البحث في هذه الفكرة، ولكنها تواصل البحث عن حلول لمواجهة التحديات التقنية الجديدة في قطاعات مختلفة.

وأوضحت يوليا يونغ، المتحدثة باسم شركة بي.أم.دبليو، “توفر هندسة الإلكترونيات الحيوية أو البيونك الكثير من مصادر الإلهام والحلول المثيرة للاهتمام”.

المصدر: العرب

رابط مختصر