تم، مؤخرا بأبيدجان بساحل العاج، تسليط الضوء على استراتيجية المغرب المتعلقة بتطوير قطاع النقل والبنيات التحتية المرتبطة به في أفق 2030، وذلك في إطار أشغال الدورة الثامنة للمنتدى الدولي والمعرض الإفريقي لوسائل النقل، الممتدة من21 إلى 23 نونبر 2024. وتم بهذه المناسبة التركيز بشكل خاص على الأهمية البالغة التي يحظى بها قطاع النقل واللوجستيك في التنمية الاقتصادية بالمملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من خلال اعتماد مجموعة من الإصلاحات التي طالت هذا القطاع. وفي كلمة بالمناسبة، قدم مدير الاستراتيجية والقيادة والتنسيق بين أنواع النقل بوزارة النقل واللوجيستيك، لمحة عامة عن الإصلاحات التي تم تنفيذها في قطاع النقل بين سنتي 2003 و2020، مشيرا إلى أنه، بالموازاة مع ذلك، تم إطلاق استراتيجيات ومخططات طموحة لتحديث البنيات التحتية للنقل واللوجستيك في المملكة، وذلك في إطار سياسة الأوراش الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار السيد المدير، خلال مشاركته في ندوة افتتاحية في إطار أشغال المنتدى الدولي والمعرض الإفريقي لوسائل النقل، إلى عدد من المشاريع الرائدة في هذا الصدد، مثل “المخطط السككي المغربي في أفق 2040 “، و”المخطط المديري للطرق السيارة”، و”برنامج الطرق القروية”، و”استراتيجية الموانئ في أفق 2030″، و”الاستراتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجيستيكية 2030”. وأبرز السيد المدير أنه تم استثمار حوالي 400 مليار درهم في إطار هذه الاستراتيجيات على مدى السنوات العشرين الماضية، مما مكن المملكة من التوفر على واحدة من أحدث شبكات البنيات التحتية للنقل في العالم، ويتعلق الأمر ب 58 ألف كلم من الطرق، بما في ذلك 1800 كلم من الطرق السيارة، و1670 كلم من الطرق السريعة، و2300 كلم من السكك الحديدية، منها 200 كلم من الخط فائق السرعة، و43 ميناء، منها 13 ميناء للتجارة الخارجية متصلة بالعديد من الوجهات الدولية، و26 مطارا، منها 19 مطارا دوليا. وعلى صعيد آخر، سلط السيد المدير الضوء على استراتيجية وزارة النقل واللوجستيك، القائمة على التوجيهات الملكية السامية، والتي تجسدت في النموذج التنموي الجديد وفي برنامج حكومي طموح، وتأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجه القطاع واحتياجات الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن استراتيجية الوزارة تهدف إلى تعزيز تطوير سلاسل لوجستية عالية الأداء. ولفت إلى أن هذه الاستراتيجية تستند إلى عدد من محاور التدخل، ويتعلق الأمر بالبنيات التحتية الحديثة التي تلبي الاحتياجات بأكبر قدر ممكن من الفعالية، والربط الفعال والمرن مع الشركاء التجاريين للمغرب، بالإضافة إلى مشغلين تنافسيين ومنظمين على نحو جيد، مسجلا أنه تم إيلاء أهمية خاصة للحكامة، من خلال التنسيق الأفضل بين الفاعلين، وإطار مؤسساتي وتنظيمي مكيف على النحو الأمثل. وقدم السيد المدير لمحة عن المشاريع المبرمجة خلال الفترة 2024-2030، من بينها تمديد خط القطار فائق السرعة نحو مراكش باستثمار قدره 53 مليار درهم، وتطوير خدمات النقل بالقطارات الجهوية السريعة بمدن الدار البيضاء والرباط ومراكش باستثمار يبلغ 20 مليار درهم، والربط السككي لميناء الناظور غرب المتوسط (4,3 مليار درهم)، واقتناء 168 عقارا بقيمة 16 مليار درهم، فضلا عن سلسلة من المشاريع الكبرى المتعلقة بتطوير عدد من المطارات في المملكة وتعزيز قدراتها الاستيعابية. وبخصوص قطاع النقل البحري، لفت السيد المدير إلى أن وزارة النقل واللوجيستيك أطلقت دراسة حول إنشاء أسطول وطني قوي وتنافسي للنقل البحري التجاري”، مشيرا إلى أنه في إطار هذه المقاربة، يتم إيلاء اهتمام خاص بإنجاح عملية “مرحبا” المخصصة لعبور المغاربة المقيمين بالخارج خلال موسم الصيف. يشار إلى أن الدورة الثامنة للمنتدى الدولي والمعرض الإفريقي للنقل تعرف مشاركة وفد مغربي هام يضم مسؤولين عن وزارة النقل واللوجيستيك، والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، والوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، والشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجيستيكية. وبهذه المناسبة، تم تجهيز جناح كبير يضم ممثلين عن مختلف الهيئات المعنية بقطاعي النقل واللوجستيك في المغرب، من الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، والوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، والشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجيستيكية، والمكتب الوطني للسكك الحديدية. |
|
المصدر : https://translogisinfo.com/?p=16150