تعتبر السيارات الكهربائية واحدة من الاختراعات التي ستغيّر حياة البشر بشكل كامل، فبفضلها أصبح بإمكان الناس التنقل من مكان إلى آخر بسرعة كبيرة بسبب التكنولوجيا التي تزخر بها هذه المركبات.
ويحتدم السباق بين المصنّعين حاليا ليس من أجل صناعة هذه السيارات، بل لوضع بصمتها الخاصة عليها حتى يتاح لها كسب زبائن جدد في كافة أسواق العالم.
وتعكف شركة صناعة السيارات البريطانية أستون مارتن على وضع لمساتها الأخيرة من أجل إعادة الروح إلى العلامة التجارية القديمة “لاغوندا”، لكن بمواصفات حديثة تتماشى مع الحياة العصرية، التي تأخذ التقنيات الحديثة الحيّز الأكبر فيها.
تتسارع وتيرة ابتكار السيارات الرياضية الكهربائية الفارهة التي تستشرف المستقبل، مع ميل معظم الشركات العملاقة إلى تأسيس قاعدة لهذه الصناعة، عبر اعتماد بصمات فنية خاصة بها تميز تلك المركبات، التي يتوقع أن تغزو طرقات العالم في غضون سنوات
وتعتقد الشركة أن إجادة تكنولوجيا تصنيع وإنتاج المحركات الكهربائية والبطاريات ستمثل تحديا كبيرا لها لغزو السوق خلال السنوات العشر المقبلة، ولكن بعض المسؤولين يرون أن الأكثر صعوبة هو إضافة لمسة أستون مارتن الخاصة في سياراتها الجديدة.
ويطوّر فريق من الشركة سيارة كهربائية من فئة السيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي “إس.يو.في” بهدف المنافسة في سوق السيارات الكهربائية الفارهة، وفق ما كشفت عنه وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء الاقتصادية.
ويؤكد أندي بالمر، المدير العام والرئيس التنفيذي لأستون مارتن أن لاغوندا فيجن فئة جديدة من السيارات الكهربائية الفاخرة والتي تعمل بالكامل بالبطارية، لافتا إلى أنها علامة تجارية فارهة، لكنها أيضا “سيارة راسخة في التكنولوجيا”.
وستستعين أستون مارتن بشركتي سامسونغ وأل.جي من كوريا الجنوبية للحصول على الخلايا الكهربائية لصناعة محركات هذه السيارة وتكنولوجيا العاكس في مصانع الشركة.
ويقول بالمر إن شكل هذه السيارة يجعلها تستشرف المستقبل بلا شك، حيث سيظل للسيارات الفارهة المرغوبة من عشاق هذه النوعية من المركبات “الدافع الأهم بالنسبة لنا”.
ومن المقرر طرح السيارة الكهربائية الفارهة الكبيرة بعد عام على الأقل من طرح السيارة الهجين فئة “أس.يو.في” من عملاق صناعة السيارات الرياضية، شركة فيراري الإيطالية.
ويؤكد خبراء السيارات أن المستقبل يولي المزيد من الاهتمام والعناية بكيفية استخدام محتوى الملتيميديا في السيارة، وكيفية وموضع الجلوس، وما يشعر به الراكب.
ووفقا للنموذج الاختباري للسيارة فهي مزوّدة بأربعة مقاعد متحركة للأمام وللخلف، إلى جانب مقود يمكن إخفاؤه، في حين تم تطريز المقاعد الداخلية بالصوف البريطاني والحرير والكشمير.
ومن حيث المواصفات الفنية، فإن الشركة ستعتمد على محركات شركة دايملر الألمانية ذات الـ8 أسطوانات، كما ستركّز على تقنيتين تعتمدهما في مصانعها في الوقت الحالي، وهي الإبقاء على استخدام محركات من 12 أسطوانة والبطاريات الكهربائية في سياراتها. وستتمكّن السيارة الصديقة للبيئة من قطع مسافة تصل إلى حوالي 640 كيلومترا في الشحنة الواحدة، كما أنها ستدعم ميزة القيادة الذاتية.
وتعتزم الشركة العريقة طرح سيارتها الجديدة الكهربائية بشكل قياسي بحلول عام 2021، بعد أن عرضت نموذجها الاختباري للمرة الأولى، خلال فعاليات صالون جنيف الدولي للسيارات الذي أقيم في شهر مارس الماضي. وحتى الآن، لم تعرض الشركة سوى تفاصيل قليلة حول الميزات الاستثنائية لمركبتها، كما أنها فضلت عدم الخوض في سعرها.
وتعدّ لاغوندا أس.يو.في أيقونة السيارات الكهربائية القليلة، التي تنتجها الشركة البريطانية، في الوقت الذي تتجه فيه شركات صناعة السيارات الحديثة في المملكة المتحدة إلى إنتاج سيارات دون عوادم بما يتفق مع القواعد البيئية الصارمة في البلاد.
ولا تكتف الشركة بذلك، بل أبدت أستون مارتن استعدادها لإضافة ما يسمى سيارات “شبه هجين” إلى مجموعتها من السيارات الرياضية مثل السيارة دي.بي 11 بحلول منتصف العقد المقبل.
واشتهرت العلامة البريطانية، التي تأسست قبل 114 عاما باستخدام سياراتها في سلسلة أفلام الجاسوسية جيمس بوند، وقد زادت مبيعاتها خلال العام الماضي عن 5 آلاف سيارة وذلك للمرة الأولى منذ عشر سنوات.
وتحاول أستون مارتن الإسراع للدخول في هذا المضمار بقوة، خاصة وأن شركات منافسة، التي تراهن على المركبات الرياضية الكهربائية، بدأت بالفعل في تنفيذ خططها.
وتتجه مجموعة مازيراتي للسيارات الرياضية الفارهة والتابعة لمجموعة فيات كرايسلر الإيطالية نحو إنتاج نسخة كهربائية من سياراتها ألفيري الرياضية. كما تستعد شركة السيارات الفارهة البريطانية رولز رويس للكشف عن سيارتها الجديدة كليا كولينان متعددة الأغراض خلال الأيام المقبلة.
وكانت شركة دي.أس التابعة لعملاق صناعة السيارات الفرنسية، شركة سيتروين، قد بدأت في ترسيخ فكرة التحوّل إلى استخدام الذكاء الاصطناعي حيث كشفت مؤخرا عن السيارة الاختبارية دي.أس إكس-تينس، التي تستشرف المستقبل.
المصدر : https://translogisinfo.com/?p=2660