الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز
يستهلك المغرب سنويا وبتطور يفوق 5 بالمائة ، حوالي 8 مليون طن أو ما يعادل 9 مليار لترات من المشتقات البترولية، يسيطر فيها الغازوال على حصة الأسد بنسبة تفوق 70 بالمائة .
وبعد تحرير حكومة بنكيران لأسعار المواد البترولية مع مطلع 2016, بمعنى عدم التدخل في تحديد السعر الاقصى للبيع للعموم، بدعوى الدفع للمنافسة بين الموزعين مما سيخدم مصالح الاقتصاد الوطني والمستهلكين، انقلبت الامور الى عكس ذلك من خلال تحكم الموزعين الكبار في تحديد الاسعار ، لأن خمسة منهم تسيطر على أكثر من 80 بالمائة من السوق.
وبعد المقارنة بين الثمن المحتسب على قاعدة تركبة الاثمان التي كانت معتمدة حتى نهاية 2015 وبين الأثمان المطبقة حتى اليوم، يتبين بالواضح ، أن ثمن اللتر من المحروقات منفوخ فيه بأكثر من 1.2 درهم ،وذلك فوق الارباح التي كانت مضمونة من قبل.
ودون اللجوء لتشكيل اللجنة البرلمانية للتقصي ومحاولة حجب الشمس بالغربال، فإن الارباح المسجلة من قبل شركات التوزيع والتي تظهر من خلال التنامي كالفطر لعدد محطات التوزيع، والتي خرجت عن اختصاصها لتتحول إلى معامل للطبخ وشوي اللحوم، ولعل بعض الشركات المدرجة في البورصة أعلنت على تطور أرباحها بنسبة تفوق 200 بالمائة .
وبحساب بسيط، فخلال سنتي 2016 و 2017 من بعد تحرير الاسعار ، يتبين بأن المستهلك المغربي، أدى 21.6 مليار درهم لفائدة شركات توزيع المحروقات بدون موجب حق، وهي الزيادات التي أثرت على كلفة النقل وعلى أسعار السلع والخدمات.
ومن باب الصدف، فإن ما أخذ من المستهلكين المغاربة يساوي تماما تقييم أصول شركة سامير المعروضة للتفويت القضائي منذ مارس 2016!
وما ذا لو أن المغاربة قاموا بالاكتتاب واسترجعوا سركة سامير، حتى ترجع ملكا للشعب المغربي يضمن من خلالها الامن الطاقي للبلاد ويقي البلاد من شر العوامل الخارجية والمناخية؟
وفي حال القضاء على صناعات تكرير البترول وتدمير مصفاة المحمدية، فإن المستهلك المغربي سيتعرض للمزيد من التحكم وجشع السماسرة الدوليين للنفط ليزداد ذلك على أطماع الموزغين المحليين، ولعل الارتفاع المتواصل للبرميل اليوم، سيفضي الى اشعال النار فيما تبقى من القدرة الشرائية للمغاربة.
فلمصلحة من، أن تستمر الحكومة المغربية في التفرج أمام حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن سوء تدبير قطاع المحروقات في زمن الصراعات في مواقع الانتاج وفي زمن تحرير الدرهم ؟
المصدر : https://translogisinfo.com/?p=1985