البنك الدولي : المغرب سيجني عائدات اقتصادية وبشرية طويلة الأمد شريطة وضع معايير جيدة لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم

admin
مجتمع
admin15 سبتمبر 2017
البنك الدولي : المغرب سيجني عائدات اقتصادية وبشرية طويلة الأمد شريطة وضع معايير جيدة لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم

أكد البنك الدولي في مذكرته الاقتصادية وهي بمثابة دراسة عن المغرب،أن دعم تنمية الطفولة المبكرة في المغرب يعد استثمارا أساسيا لتحقيق نتائج أفضل في التنمية البشرية مضيفا أن تنمية الطفولة المبكرة لا يؤثر فقط على التطور الشخصي والاجتماعي والمهني للفرد، بل أيضا يقرر آفاق النمو للبلد كله.
واعتبر الدراسة أن تنمية الطفولة المبكرة مسألة تتعلق بطبيعتها بالعديد من القطاعات. أما والحال كذلك، يؤكد البنك ، فإن تنمية الطفولة المبكرة يعتمد على وجود استراتيجية متكاملة متعددة القطاعات وشاملة لتنميتها حتى يمكن تطبيقها بطريقة منسقة وفعالة في مجالات الصحة والتعليم والتغذية والحماية الاجتماعية.
وعلاوة على ذلك، يستطرد البنك الدولي ، فإن التركيز على جودة تنمية الطفولة المبكرة أكثر من مجرد زيادة الالتحاق بالهياكل التعليمية هو عنصر مهم في توفير المناخ التعليمي والإنمائي المساعد في دعم التنمية الشاملة للأطفال، لاسيما أولئك المعرضون لخطر الإقصاء الاجتماعي.
وسيجني المغرب، حسب الدراسة المذكورة ، عائدات اقتصادية وبشرية طويلة الأمد من خلال وضع معايير جيدة لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم، وهو ما سيحتاج إلى صياغة ومتابعة وتنفيذ في جميع أنحاء البلاد. هذا بدوره، سيساعد على حماية وتعزيز تنمية الأطفال والتيقن من إتاحة الفرص المتكافئة لازدهارهم بغض النظر عن ظروفهم. في النهاية، فإن زيادة الوعي عنصر مهم لتحقيق نتائج ناجحة في تنمية الطفولة المبكرة: توعية الوالدين ومشاركتهما في تحفيز أطفالهم والتفاعل معهم، ومراقبة مهاراتهم الإدراكية بعناية من المولد وحتى عمر الخامسة هي جزء لا يتجزأ من برامج تنمية الطفولة المبكرة.
كما شددت الدراسة على أن الحاجة إلى استثمارات أكبر في تنمية الطفولة المبكرة لا يحتاج إلى تفكير لبناء رأس المال البشري الذي يمكن أن يخدم الأهداف الإنمائية للبلد، وأن يساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين الظروف المعيشية للناس. فالتعليم الذي هو ركيزة أساسية لتنمية الطفولة المبكرة، تردف الدراسة ، هو أداة أكيدة وراسخة للتنمية البشرية والحد من التفاوت على المدى الطويل.
وكما قال البروفيسور جيمس هيكمان الحائز على جائزة نوبل، “الأطفال الذين ينشأون في بيئات محرومة لا تقل فقط احتمالات نجاحهم في المدرسة أو المجتمع، بل أيضا تتدنى فرصهم في أن يكونوا بالغين أصحاء.” ويمكن لبرامج تنمية الطفولة المبكرة أن تؤدي إلى آفاق اقتصادية أفضل للأطفال بمساعدتهم على اكتساب المهارات التأسيسية التي يحتاجون إليها لكي يكونوا أكثر إنتاجية في قوة العمل المستقبلية.
للتفاوت في إمكانية توفير التنمية الجيدة للطفولة المبكرة، يقول البروفيسور جيمس هيكمان، أوجه عديدة في المغرب ويعكس فجوات كبيرة بين الأطفال الأكثر ثراء والأطفال الأكثر حرمانا. الخطوة الأولى في تنمية الطفولة المبكرة تقدم الدعم للمساعدة ببساطة في البقاء على قيد الحياة في المهد؛ في المغرب، هناك 25 من بين كل ألف طفل يموتون في الشهر الأول من عمرهم. التغذية، وهي مكون مهم آخر من مكونات تنمية الطفولة المبكرة، تكشف أيضا الفجوات الكبيرة حسبما توضح أرقام عام 2004، إذ تبين أن 23 بالمائة من الأطفال دون الخامسة من العمر كانوا مصابين بالتقزم و 10 بالمائة مصابون بنقص الوزن.
وقد زاد تيسير الحصول على التعليم في مرحلة الروضة بدرجة كبيرة على مدى العقود الماضية، إلا أنه يظل ترفا بالنسبة للعديد من الأطفال المحرومين في المغرب.

رابط مختصر