أقر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر أمس بأن الشركة تواجـه احتمـال تسجيل خسائر للسنـة الثانيـة على التـوالي في العـام الحـالي.
ونجمت تلك الخسائر عن إغلاق المطارات وأجواء الطيران في 4 بلدان عربية في وجه رحلات الشركة، الأمر الذي عطل جانبا كبيرا من أسطول طائراتها.
وأدت المقاطعة إلى منع الخطوط القطرية من الطيران إلى 18 مدينة في السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر منذ 5 يونيو من العام الماضي، عندما قطعت تلك الدول جميع العلاقات مع قطر بسبب دعمها للإرهاب.
وكان الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية قد ذكر في أبريل الماضي أن الشركة منيت بخسائر كبيرة في العام الماضي دون أن يذكر رقما معينا.

ونسبت وكالة رويترز أمس إلى الباكر قوله أمس على هامش مؤتمر لقطاع الطيران في مدينة سيدني الأسترالية إن “هناك احتمالا بأن تكون سنة ثانية من الخسائر، لكننا قلصنا خسائرنا بشكل كبير”. وزعم أن الشركة لديها رصيد جيد من السيولة النقدية ولا تحتاج إلى دعـم حكومي في الوقت الحالي.
وأقر الباكر أنه “إذا استمر الحصار إلى أجل غير مسمى فسيأتي وقت سنخاطب فيه مساهمينا لضخ رأسمال في الشـركة” علما بأن الشركة مملوكة بالكامـل للحكـومة القطـرية وهي لا تكشف عن حساباتها الختامية.
ويرجح محللون أن الشركة تتلقى دعما كبيرا من الحكومة بسبب نموذج أعمالها المندفع للتوسع وعقد الصفقات الاستعراضية، التي تفتقر في معظم الأحيان إلى الجدوى الاقتصادية، وخاصة مئات عقود الرعاية والإعلان في جميع أنحاء العالم.
وتقول مؤسسة كابيتال إيكونوميكس ومقرها لندن إن “أعداد زوار قطـر تراجعت بنحو 20 بالمئة وانخفضت الرحلات إلى الدوحة بمعدل 25 بالمئة ورحلات الخطوط القطـريـة بنحـو 20 بالمئـة منـذ بــدء المقـاطعـة”.
وقال الباكر إن الخطوط القطرية منفتحة على الاستثمار الاستراتيجي في شركات طيران أخرى. وتملك الخطوط القطرية حصصا في “أي.آي.جي” الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية وكاثي باسيفيك للطيران ومجموعة لاتام أيرلاينز الأميركية الجنوبية.
وتعتمد الخطوط القطرية بشكل أساسي على رحلات التـرانزيت في خطـط التوسع الجامح في السنـوات المـاضية بسبب الحجم الصغير للبلاد كوجهة نهائية للمسافرين حيث لا تدخل وتخرج من مطارها الدولي سوى نسبة ضئيلة من المسافرين.

ويشكل المسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة من رجال الأعمال والسياح والعمال العرب والآسيويين والأفارقة نسبة كبيرة من زبائن الخطوط القطرية حيث يسافرون بين الدول المجاورة عبر الدوحة إلى الوجهات الكثيرة التي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة.
كما أن إيقاف رحلات شركات الطيران السعودية والإماراتية والمصرية والبحرينية لرحلاتها إلى الدوحة، يمكن أن يقطع تدفق معظم المسافرين الذين يصلون إلى الدوحة للانتقال عبر الخطوط القطرية إلى دول الخليج الأخرى وأوروبا وأفريقيا وأستراليا ودول الأميركيتين.
وحرم إغلاق المنافذ البرية والبحرية مع الدول المجاورة الخطوط القطرية من المسافرين الذين كانوا يصلون إليها عبر تلك المنافذ للانتقال بعد ذلك عبر مطار الدوحة إلى بلدان العالم الأخرى وخاصة المسافرين من مناطق شرق السعودية.
وتلقت الخطوط القطرية ضربة قاسية من إغلاق أجواء السعودية أمام الطائرات القطرية، الأمر الذي يفرض عليها البحث عن مسارات معقدة وطويلة لرحلاتها التي كانت تعبر الأجواء السعودية وخاصة إلى الدول العربية وقارة أفريقيا.
وتشـير تقديـرات المحللــين إلى أن الخطـوط الجوية القطـرية هي أكبـر الخاسرين من المقـاطعـة المفـروضة على قطر، التي أدى إلى انحدار ثقـة المستثمـرين ومـوجـة هـروب لرؤوس الأموال من الاقتصاد القطري.
المصدر : https://translogisinfo.com/?p=2790