أكد رئيس جمعية هيئة ضباط الموانئ المغربية، محمد أمين الفاطمي، أ’ول أمس الخميس بطنجة، أن مفهوم “الموانئ الذكية” يشكل رافعة أساسية لضمان تنافسية أداء الموانئ المغربية.
وأوضح السيد الفاطمي، في كلمة خلال افتتاح اليوم الوطني الرابع لقبطانيات المغرب المنظم تحت شعار “الموانئ الذكية، الإكراهات والفرص”، أن “مفهوم الموانئ الذكية يشكل رافعة أساسية وعامل نجاح رئيسي لضمان الأداء المنشود للموانئ الغربية”، مبرزا أن هذه النسخة من الملتقى تكتسي أهمية خاصة لكون هذا الموضوع يعد التجسيد المباشر للتطور الهائل الذي تعرفه التكنولوجيات الحديثة على مستوى الموانئ.
وبعد أن ذكر بأن الدورات السابقة من الملتقى تطرقت إلى الإشكاليات التي قد تعيق التطور الذي يشهده القطاع المينائي واقترحت حلولا لتجاوزها، أعرب عن اقتناعه بأن مختلف المناقشات والعروض التي شهدها الملتقى ستمكن المشاركين والفاعلين المينائيين وأرباب القرار، من تحديد خصائص “علامة الميناء الذكي” التي يمكن أن تحملها الموانئ المغربية.
وأشار إلى أن الجمعية، التي تحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لتأسيسها، عملت على جعل هذا الملتقى موعدا رئيسيا بالنسبة للمهنيين في مجال الموانئ، من خلال تنظيم هذه التظاهرة مرة كل سنتين.
من جهته، أبرز رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، أهمية هذا الملتقى في تعزيز الدينامية التي تشهدها الموانئ المغربية على المستويين البشري والتقني، وتقديم “حلول فعالة” إلى الفاعلين المينائيين لتطوير القطاع، لافتا إلى أن العنصر البشري يبقى في قلب كل انتقال نحو مفهوم “الموانئ الذكية”، والفاعل الرئيسي وراء دمقرطة الابتكار.
من جانبه، اعتبر وائل أولمكي، عضو شبكة الأبحاث التابعة لمؤسسة “سيافسيل”، في مداخلة خلال جلسة نقاش حول “المفاهيم والعناصر الأساسية للميناء الذكي”، أن الموانئ اليوم تواجه إكراهات اقتصادية واجتماعية وبيئية، معتبرا أن الثورة الرقمية وتقنيات التخزين الهائل للبيانات تقدم حلولا متعددة بهدف بث دينامية جديدة في المنظومات المينائية، والمشاركة في التحول، من خلال التعاون والابتكار والانتاج والتدبير المشترك.
واعتبر أن أسس مفهوم “الميناء الذكي” تقوم على المبادرة الاستراتيجية والتفاعل السريع وسلاسة اللوجستيك وهو ما يجعل الموانئ جذابة وتنافسية، لافتا إلى أن “ذكاء الموانئ يقتضي المضي في مسلسل استباقي والانخراط في الاقتصاد الرقمي والدائري، وتبني نموذج حكامة مرن وقابل للتطور والتأقلم مع تغير الممارسات العملية”.
من جانبه، تحدث رئيس اللجنة الأوروبية لقباطنة الموانئ، أموري دو موبو، عن خبرته كقبطان لميناء “مارسيليا فوس”، حيث يرى أن مفهوم “الميناء الذكي” يجمع في الوقت نفسه زيادة الاعتماد على الآلات الذاتية التحكم والرقمنة والعناية بالرأسمال البشري، لافتا إلى أن المغرب يمكن أن يشكل “نموذجا” ملهما، بالنظر إلى “التطور الهائل والباهر” الذي سجله ميناء طنجة المتوسط على مستوى المنطقة.
كما ناقش المتدخلون في هذه الندوة “الفرص والمخاطر التي تعترض الموانئ الذكية”، من خلال إبراز الفرص والتحديات المتعلقة بالتطور الرقمي في قطاع الموانئ، خاصة ما يتعلق بالهجمات الإلكترونية، وادخار الطاقة و”التأمين الذكي”.
وفي ختام هذا الملتقى، أوصى المتدخلون بوضع حلول ذكية واعتماد ابتكارات لوجستية متأقلمة مع السياق المينائي الوطني، وتبني أنظمة معلوماتية قوية وذكية، والتي قد تشكل حلقة وصل متينة بين العالم المادي – البشري والعالم الرقمي، وتعزز الصلات بين أفراد أسرة الموانئ، وجعل تقنية التخزين الهائل للمعلومات (بلوك شين) حلا لتجويد التدفقات بالموانئ والقطاع البحري.
كما اقترحوا تعزيز تبادل المعلومات بين الموانئ على مستوى العالم، وتشجيع تبني الحلول الذكية والوسائل التقنية الضرورية لتكريس النجاعة الطاقية، ودعوة مجتمع الموانئ، في حال تبني حلول تكنولوجية دقيقة، إلى وضع مختلف السيناريوهات لضمان مواصلة النشاط أثناء أي هجوم إلكتروني محتمل، بالإضافة إلى اعتماد نصوص قانونية على صلة بتأمين الأجهزة التكنولوجية الجديدة المستعملة في الموانئ الذكية.
المصدر : https://translogisinfo.com/?p=2447