النقل السياحي: شريان حيوي لتعزيز التنمية السياحية في المغرب

admin
مال و أعمال
admin2 ديسمبر 2024
النقل السياحي: شريان حيوي لتعزيز التنمية السياحية في المغرب

يعد النقل السياحي أحد الركائز الأساسية لتحقيق تنمية مستدامة في القطاع السياحي، حيث يمثل حلقة وصل بين الوجهات السياحية والبنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار. يلعب هذا القطاع دورًا محوريًا في تعزيز تجربة السائح وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالسياحة، لا سيما في بلد مثل المغرب، الذي يمتلك تنوعًا طبيعيًا وثقافيًا مميزًا.

ويعتبر النقل السياحي وسيلة فعالة لتعزيز القدرة التنافسية للوجهات السياحية، حيث يسهم في تحسين الوصول إلى المناطق النائية والترويج للوجهات الأقل شهرة. في هذا الإطار، أشار رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي، محمد بامنصور، خلال الملتقى الثالث للنقل السياحي بمراكش، إلى أهمية تثمين الوجهات التقليدية وخلق وجهات جديدة، مع التركيز على السياحة الإيكولوجية والثقافية واستثمار مؤهلات الأقاليم الجنوبية للمملكة.

نحو رؤية مستقبلية مستدامة

تبنّى المغرب استراتيجية طموحة لدمج النقل السياحي ضمن رؤية وطنية أوسع تهدف إلى جعل المملكة واحدة من أفضل الوجهات السياحية عالميًا. وقد أشار ممثل وزارة السياحة، محمد فريج، إلى أن القطاع السياحي سجل أرقامًا قياسية في السنوات الأخيرة، مع بلوغ عدد السياح 14.5 مليون زائر في عام 2023. ويعد النقل السياحي جزءًا لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية، من خلال دعم المشاريع المحلية وتوفير خدمات نقل متطورة وصديقة للبيئة.

ومع استعداد المغرب لاستضافة فعاليات رياضية عالمية مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يبرز النقل السياحي كعامل رئيسي لإنجاح هذه التظاهرات. وفي هذا السياق، أكد مصطفى أماليك، ممثل الكونفدرالية الوطنية للسياحة، على أهمية دور النقل السياحي في تحسين تجربة الزوار وضمان توفير خدمات تلبي أعلى المعايير الدولية.

خارطة الطريق 2025-2026: فرص وتحديات

يتطلب تحقيق تطلعات المغرب في هذا القطاع تنفيذ خارطة طريق واضحة ترتكز على الابتكار، والتعاون بين القطاعين العام والخاص، وتطوير البنية التحتية بما يواكب الطلب المتزايد. وفي هذا الإطار، ركز الملتقى الثالث للنقل السياحي على تقديم منصة إلكترونية جديدة للفيدرالية الوطنية للنقل السياحي، تسهم في تحسين التواصل بين الفاعلين وتسهيل الوصول إلى الخدمات.

ويشكل النقل السياحي في المغرب رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني. ومع التحديات التي يواجهها القطاع، تبقى الجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين الشركاء واستثمار المؤهلات الوطنية قادرة على تحقيق نقلة نوعية تضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في السياحة العالمية.

واحتضنت مراكش مؤخرا، أشغال الملتقى الثالث للنقل السياحي، المنظم تحت شعار “رؤية جديدة لقطاع النقل السياحي على ضوء الاستراتيجية

​ويهدف هذا الملتقى، الذي نظمته على مدى يومين، الفدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ووزارة النقل واللوجيتسيك، إلى بلورة خارطة طريق للقطاع في أفق إنجاح احتضان المملكة تظاهرات كبرى وضمنها كأس إفريقيا 2025، وكأس العالم لكرة القدم 2030.

وقد أشار رئيس الفدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، محمد بامنصور، خلال الجلسة الافتتاحية، الى أن الفيدرالية تسعى إلى إعداد خارطة طريق، تقوم على تثمين الوجهات السياحية التقليدية وتعزيزها، وخلق وجهات جديدة والترويج لها، وكذا التفكير في تأطير السياحة الإيكولوجية والثقافية واستثمار مؤهلات الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأكد على ضرورة استثمار المؤهلات الطبيعية والتاريخية الكبيرة التي تزخر بها المملكة في الترويج السياحي، والتعريف بها أكثر في الأوساط المهنية لترجمتها إلى منتوجات سياحية، بهدف تعزيز القدرة التنافسية لوجهة المغرب في الأسواق العالمية.
وأشار السيد بامنصور، من جهة أخرى، إلى أن اختيار شعار هذا الملتقى، يفتح مرحلة جديدة من برنامَج عمل الفدرالية مبني على تعزيز قدرتها الاقتراحية في علاقتها مع مختلف المؤسسات، بناء على رؤية استباقية لتعزيز مكانة القطاع في أفق التظاهرات العالمية التي تستعد المملكة لاحتضانها.
من جهته، أشار ممثل وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، محمد فريج، إلى تعافي قطاع السياحة منذ سنة 2022، وتسجيله سنة 2023 حوالي 5ر14 مليون سائح كسنة قياسية، مبرزًا جهود كافة الفاعلين في القطاع لتحقيق هذا الإنجاز.
وأشار إلى أن خارطة الطريق المعتمدة في القطاع السياحي، من شأنها جعل المملكة ضمن أحسن 13 وجهة سياحية في العالم، لافتا إلى أن الوزارة وضعت برنامجًا مع مغرب المقاولات استفادت منه العديد من مقاولات النقل السياحي.
من جانبه، أكد ممثل وزارة النقل واللوجيستيك، خير الدين الحاين ، أن النقل السياحي يعتبر فاعلا مهما في المجال السياحي، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى إلى مواكبة الفاعلين من أجل رقمنة قطاع النقل السياحي، لتسهيل الحصول على رخص النقل، وتسعى أيضا في إطار مقاربة تشاركية إلى إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها القطاع.
أما ممثل الكونفدرالية الوطنية للسياحة، مصطفى أماليك، فأبرز أهمية مساهمة قطاع النقل السياحي في إنجاح استضافة المملكة للتظاهرات العالمية الكبرى المقبلة وفي مقدمتها كأس العالم لكرة القدم 2030، مشيرا من جهة أخرى، إلى التزام الكونفدرالية بدعم كل الجهود المبذولة لتعزيز تنافسية القطاع وفتح آفاق جديدة للتعاون مع مختلف الشركاء لتحقيق التنمية المستدامة.
ويتضمن برنامج هذا الملتقى، ندوتين حول “خارطة الطريق للنقل السياحي 2025- 2026، الفرص والتحديات” و “نحو دينامية جديدة في قطاع النقل السياحي بالمغرب”، فضلا عن ورشات لمناقشة عدد من القضايا ذات صلة بالقطاع، فضلا عن تقديم المنصة الإلكترونية الخاصة بالفدرالية الوطنية للنقل السياحي، وعقد الجمع العام السنوي للفدرالية.
رابط مختصر