عادت اسعار الوقود في المغرب لتسجيل ارتفاعات كبيرة أثار غضبا في المغرب، بينما تواجه المملكة تراجعا لتوقعات النمو وارتفاعا في معدل التضخم.
لقد قاربت أسعار الغازوال 16 درهما للتر (نحو 1,6 دولار) وحوالى 18 درهما للتر الواحد من البنزين (نحو 1,8 دولار). ووصفت وسائل إعلام محلية هذه الارتفاعات “بالقياسية” و”غير المسبوقة”.
وتجددت معها المطالب بـ”التدخل العاجل لحماية القدرة الشرائية للطبقة العاملة وعموم المواطنات والمواطنين، ومراعاة حجم المعاناة التي يكابدونها”، وفق رسالة وجهتها نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي تعتبر من بين الأكثر تمثيلا بالبرلمان، إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
ودعت ثلاث نقابات أخرى أقل تمثيلا إلى إضراب في القطاع العام الاثنين، احتجاجا على ارتفاع الأسعار.
من جهتها انتقدت صحيفة الاتحاد الاشتراكي (معارضة) الخميس استفادة الحكومة مما سمّته مداخيل جبائية، بفضل الرسوم المفروضة على بيع الوقود.
وقالت صحيفة “ليكونوميست” إن عدة مراقبين يأملون أن تخفض الحكومة مستوى هذه الرسوم، ما سيؤدي إلى خفض الأسعار.
ويواجه المغرب منذ أشهر ارتفاعا في أسعار سلع عدة، أهمها الوقود، جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا. وبلغ معدل التضخم 4,1 بالمئة في نهاية أبريل.
يرتقب أن يتراجع النمو الاقتصادي هذا العام إلى حوالى 1,1 بالمئة فقط وفق صندوق النقد الدولي، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا وتراجع عائدات القطاع الزراعي، الأساسي في المملكة، بسبب جفاف استثنائي.
وذكر مصدر موثوق أن مهنيو النقل الطرقي، خصوصا المشتغلين في قطاع سيارات الأجرة، قرروا خوض إضراب وطني عن العمل، احتجاجا على الارتفاع المتزايد لأسعار المحروقات.
وعقدت الهيئات النقابية الممثلة لسائقي سيارات الأجرة اجتماعا عاجلا، يوم الخميس، لمدارسة الخطوات التي سيتم اتخاذها للرد على الزيادة في أسعار المحروقات.
وكشفت مصادر نقابية لنفس المصدر أن الاجتماع تدارس الزيادة المهولة في المحروقات، التي تضرر منها السائق المهني بشكل كبير.
كما سجل أن المهنيين صاروا مكتوين بنار المحروقات التي تشهد أثمانها ارتفاعا كل يوم، إلى درجة أنهم أضحوا غير قادرين على توفير قوتهم اليومي.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن الفعاليات النقابية متذمرة من هذا الوضع؛ إذ إن الدعم الذي خصصته الحكومة للقطاع صار غير ذي جدوى في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، وهو ما يتطلب مراجعته بشكل سريع.
وتؤكد الحكومة، وفق ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسمها مصطفى بايتاس، أن “سبب ارتفاع أسعار المحروقات معروف، يرتبط بسياق دولي مطبوع بالحرب، ويزيد فيه يوما بعد يوم اللا يقين” حول المستوى الذي يمكن أن تبلغه هذه الأسعار.
وأفاد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس بالرباط، بأنه تم إلى غاية الآن صرف حوالي 1.4 مليار درهم لفائدة مهنيي قطاع النقل الطرقي، في إطار الدعم الاستثنائي الذي خصصته الحكومة لهم جراء ارتفاع أسعار المحروقات.
المصدر : https://translogisinfo.com/?p=12867