هكذا غيرت جائحة كورونا قواعد السفر إلى الأبد؟

admin
تقارير
admin26 أكتوبر 2020
هكذا غيرت جائحة كورونا قواعد السفر إلى الأبد؟

– من الصعب التقليل من الدمار الذي خلفه فيروس كورونا، وتداعياته الخطيرة على القطاعات الاقتصادية وشتى المجالات، فيما توقعت دراسة حديثة أجرتها جمعية السفر الأميركية انخفاضًا بنسبة 45 ٪ في إيرادات الصناعة. وبحسب صحيفة «يو إس توداي»، فإن هذا الدمار تسبب في خسائر تقدر بـ 519 مليار دولار لهذا العام – ما يقهكذا غيرت جائحة كورونا قواعد السفر إلى الأبد؟ عمرو البساطي – من الصعب التقليل من الدمار الذي خلفه فيروس كورونا، وتداعياته الخطيرة على القطاعات الاقتصادية وشتى المجالاترب من تسعة أضعاف تأثير 11 سبتمبر على عائدات السفر. ويؤكد روجر بلوك، الرئيس التنفيذي شبكة «ترافل ليدرز» إن عام 2020 لا مثيل له، لافتا «أن الوباء أوقف جميع أنواع السفر الدولي ، وغيّر وجه وعقلية المسافرين». وأضاف بلوك: «أصبح المسافرون الآن أكثر حذرًا، وإدراكًا لمعايير وممارسات الوقية التي أجبرت شركات الطيران والفنادق على فرض بروتوكولات صحية جديدة». ولكن أي من هذه التغييرات دائم؟ هذا سؤال أصعب ، لأنه لا أحد يعرف المستقبل. وبحسب الصحيفة الأميركية، ستولي صناعة الطيران في المستقبل القريب، مزيدًا من الاهتمام بالصحة والسلامة، ومن المحتمل أن تدفع أكثر مقابل رحلاتك، كما ستشهد الصناعة أيضًا عددًا أقل من المسافرين من رجال الأعمال وستبقى بالقرب من المنزل. ويقول خبراء السفر إن كل هذه التغييرات يمكن أن تستمر. الصحة أولا لا شك في أن الوباء جعل المسافرين مهووسين بصحتهم، وهو ما أكدته سارة ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة إيس ترافيل التي تقول: «سنرى تركيزًا أكبر على رفاهية المسافرين بعد جائحة كورونا». كما سيحتاج المسافرون إلى التأكد من أنهم على دراية ببروتوكولات السلامة ، وتحسين النظافة ، وتجارب حجز أكثر كفاءة وأمانًا ، مثل الحجز عبر الإنترنت بدون أوراق، وخدمات تسجيل الوصول الذاتي. وأكدت ويلسون، أنه من بين التغييرات التي ستصبح دائمة، «توفر أجهزة قراءة بطاقات الائتمان غير التلامسية وأكشاك تسجيل الوصول الذاتي». تأمين السفر إلزامي تايلاند، كانت من أوائل الدول التي رفضت طلبات الحصول على تأشيرة من سكان البلدان منخفضة المخاطر، كما تطلب 10 آلاف دولار من أجل تغطية التكاليف الطبية، وفقًا للقنصلية التايلاندية في لوس أنجلوس. وخلال العام المقبل، قد يضطر المسافرون إلى التأكد من فهمهم للمخاطر والتغطية التأمينية قبل القيام برحلة كما يقول جون طومسون، رئيس قسم الحوادث الدولية والصحة في تشب، التي تعتبر نفسها ” أكبر شركة تأمين على الممتلكات والتأمين ضد الحوادث مطروحة للتداول العام في العالم “. هوية رقمية للمسافر في ظل التوجه لمتابعة المسافرين، سيصبح تتبع الراكب أمرا طبيعا، فيما يمكن لتقنية المراقبة أن تخصص لكل راكب هوية رقمية، مع إمكانية الوصول لكل المعلومات عن الراكب وتحديد الموقع الجغرافي وسهولة الوصول إلى نتائج اختبار الفيروسات التي أجراها المسافر في مكان في العالم. وتتوقع اناليزا ناش فيرنانديز الباحث الاستراتيجي في مركز لانكولتشر، أن تتبع جهات الاتصال الحالي يستخدم في تطبيقات الهواتف الذكية كأجهزة استشعار لاكتشاف القرب والتعرض للأشخاص المصابين، لكنها تقول إنه ستكون هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية، تمامًا كما حدث بعد 11 سبتمبر. ستدفع أكثر مقابل الإجازة تغيير آخر للسفر، حيث لن يتم الجمع بين الإجازات في اللحظة الأخيرة بسبب التكلفة المرتفعة، وعلى الرغم من أنه الوباء قد يحدث مرة واحدة في القرن، إلى أن جائحة كورونا تسببت في اضطرابات كبيرة في قطاع السفر. وأفاد موقع تأمين السفر Squaremouth أن الإنفاق على الرحلات الدولية ارتفع بنسبة 18 ٪ إلى متوسط قدره 4343 دولارًا، كما ارتفعت تكلفة الرحلات الداخلية في الولايات المتحدة بنسبة 27٪ بمتوسط تكلفة رحلة يبلغ 3513 دولارًا. ويقوم المسافرون أيضًا بإجراء حجوزاتهم في وقت أقرب من الرحلات أو الأجازات، بدلا من أربعة أشهر قبل مغادرتهم للرحلات الدولية، يوقول الخبراء إن هذه الاتجاهات ستبقى معنا لفترة طويلة. وداعا للمسافرين من رجال الأعمال أثناء الوباء، تحولت نسبة كبيرة من الشركات العالمية إلى التحول لعقد الاجتماعات الافتراضية، وحتى أكثر الدراسات تفاؤلاً تتوقع استمرار هذا التحول على المدى البعيد، كما تتنبأ ديبورا فريدلان، الباحثة في مجال الخدمات الاستشارية للضيافة لشركة EisnerAmper، «لن تعود رحلات العمل كما تدرك الشركات أن الموظفين يمكن أن يكونوا منتجين أكثر مع استمرار الاجتماعات الافتراضية وتؤكد أن هذا التغير سيتسبب في مشكلة لقطاع الطيران التي تعتمد في بعض الاحيان على مسافر الشركات الذي يدعم تقليديا تذاكر الطيران الرخيصة. الابتعاد عن السكن في الفنادق كان التحول إلى استئجار المنازل خلال الإجازات وغيرها من أماكن الإقامة غير التقليدية قد بدأ قبل انتشار الوباء، ولكن ساهمت جائحة كورونا، في تسريع هذا الاتجاه وجعله أحد أكبر تغييرات السفر الدائم. ويقول جولي مونيز ، مالك شركة A Vontade Tours ، المتخصصة في الرحلات إلى جزر Cabo Verde قبالة الساحل الغربي لأفريقيا: «هناك رغبة متناقصة في الاقبال على الفنادق الكبيرة.. يريد الناس فنادق صغيرة أو فيلات خاصة بها عدد أقل من الأشخاص وتفاعلات محدودة». وأضاف مونيز: « يحرص الناس على التباعد الاجتماعي خوفا من الوباء، والغالبية أصبحت تفضل المساحة والخصوصية وهذا التغير قد يكون دائما».

رابط مختصر